من منطلق الاسلام الذی أجاز الاجتهاد الخطأ، بل أعطی أجراً للمجتهد المخطیء ” من اجتهد فأخطأ فله أجر” و من منطلق السعی للتفکیر الحر، التفکیر بلا خوف، و لا مناطق آمنة یرسمها البعض حفاظاً علی مصالحه، آمل اَن یقرأ القاریء الذی خضع لضغط التجهیل، هذا الکتاب، متخلیا عن استراتیجیة “البحث عن العفریت” فیه، و هی الإستراتیجیة التی بدأت تسیطر علی بعض القراء بتأثیر الحکم القضائی الذی صدر ضد کتاباتی.
فی هذا الکتاب لن یجد القاری “عفریتاً” لکنه سیجد اجتهادات فی فهم کتاب الله تعالی و فی فهم تعالیم بینه و فی فهم واحدة من أهم قضایا مجتمعنا المطروحة أمامنا، و هی قضیة المرأة. إنها اجتهادات قد یختلف القاریء معها و قد یتفق، لأنها مطروحة للنقاش. و هی فی النهایة اجتهادات لا یمتلک صاحبها سلطة من أی نوع لفرضها علی الناس، والأهم من ذلک أن صاحبها یقف ضد کل سلطة و أی سلطة تحول بین الإنسان و حریته فی التفکیر. لا سقف و لا حدود و لا شروط تعوق حق، بل واجب، الاجتهاد، سوی التمکّن المعرفی، أی العلم بشروط و أدوات المعرفة و التمّرس بأدوات البحث و مناهجه حسب المواصفات التی وصل الیها التقدّم المعرفی فی عصر الباحث.